استئصال ورمين من الوجه والرقبة في وقت واحد بأحد مستشفيات دبي
نجح فريق من الأطباء من مستشفى إن إم سي رويال في مجمع دبي للاستثمار في إجراء عملية معقدة ونادرة تضمنت استئصال ورمين أحدهما في الغدة الدرقية والآخر في الغدة النكفية في آن واحد بالرغم من صعوبة إدخال أنابيب التخدير والتنفس نتيجة التورم، ما جعل العديد من الأطباء يرفضون إجراء العملية.
وكانت المريضة كرستينا، ربة منزل من الجنسية المجرية تبلغ من العمر 50 عامًا وتعيش مع ابنتها في الإمارات وتساعدها في متجر الحيوانات الأليفة الذي تملكه ومع زوجها الذي تساعده في شركة التصوير الخاصة به، قد أمضت أكثر من خمس سنوات تعاني من تورم في رقبتها بسبب الغدة الدرقية ولكن معاناتها ازدادت سوءاً في السنوات الثلاث الماضية بسبب تورم آخر ظهر في الغدة النكفية اليسرى - المنطقة الموجودة على خدها أسفل الأذن.
وقالت كرستينا، "لحسن الحظ كانت عينات أنسجة الورم غير سرطانية، ولكن نصحني الأطباء باستئصالهما وطلبت منهم إجراء عملية واحدة لاستئصال الورمين لكنهم رفضوا بسبب وجود ورم في الغدة الدرقية والذي يصعّب إدخال أنابيب التنفس لذا نصحوني بإجراء عملية الغدة الدرقية أولاً ثم إجراء العملية الثانية لاستئصال الورم في الغدة النكفية".
من جانبه، أوضح الدكتور سهيل مقبول مير، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة ورئيس القسم في مستشفى إن إم سي رويال مجمع دبي للاستثمار في دبي أن الحالة فريدة من نوعها قائلاً: "بحسب السجلات الطبية والأبحاث المتوفرة لم تسجل أية عمليات جراحية أجريت سابقاً على أورام الغدة النكفية وأورام الغدة الدرقية في وقت واحد، وبالتالي لا يمكننا المقارنة مع حالات أخرى، وقد قمت بمناقشة الحالة مع زملائي في أماكن أخرى، حيث أكدوا جميعاً أنه يمكن إجراء كلتا العمليتين ولكنها تتطلب الدقة بشكل كبير بسبب الأعصاب المهمة المحيطة بمنطقة الورم مثل الحنجرة الراجعة والعصب الوجهي والتي ستتكون معرضة للخطر أثناء الجراحة".
وقال الدكتور أنانت باي، أخصائي الجراحة العامة والمدير الطبي للمستشفى، "كانت كريستينا على علم بالتشخيص ومدى صعوبة الإجراء عند دخولها المستشفى في الثاني من أكتوبر، وقد استشارت ثلاثة مستشفيات مختلفة قبل إحالتها إلينا، ومع ذلك أصرت على إزالة الورمين معاً في وقت واحد لأنها لم تكن تريد أن تخضع للتخدير العام عدة مرات - بالرغم من الرأي الطبي الآخر الذي حصلت عليه من المستشفيات الأخرى وهو إجراء استئصال كل ورم على حدة".
وشرح الدكتور سهيل مدى صعوبة العملية والتي استغرقت ثلاث ساعات قائلاً، "كان الفص الأيمن من الغدة الدرقية يقع خلف عظم القص ويأتي بمكان القصبة الهوائية وكان الفص الأيسر الكبير يضغط عليه في نفس الوقت، مما جعل عملية إدخال أنابيب التخدير والتنفس صعبةً، ولكن تمكن أطباء التخدير لدينا من إدخاله بسهولة ومن المحاولة الأولى وازدادت صعوبة الجراحة بسبب قرب العمل الجراحي من الأعصاب الحرجة والغدد جارات الدرق والشريان السباتي والعصب الوجهي وفروعه والأوردة الوداجية، لذا كان من الضروري اتخاذ الحذر والدقة للحفاظ عليها وتجنب أي إصابة قد تضر بها ما استدعى مراقبة من قبل أخصائي الأعصاب خلال العملية الجراحية".
وعبّر الكادر الطبي عن مدى سعادته لنجاح العملية وتعافي المرضة السريع بالإضافة إلى حالتها المستقرة وعدم وجود أي ألم حيث خرجت كريستينا من المستشفى في اليوم التالي للجراحة بتاريخ 4 أكتوبر 2022 وتحتاج إلى متابعة طويلة الأمد مع طبيب الغدد الصماء من أجل الحفاظ على مستويات هرمون الغدة الدرقية ضمن المعدل الطبيعي، وقد كان التعافي أكثر سرعة بمساعدة عدة عوامل منها أن كرستينا غير مدخنة ولا تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري.
وقالت كرستينا في أول زيارة للمتابعة بتاريخ 9 أكتوبر "أنا سعيدة جداً بالنتيجة وممتنة لجميع الكادر الطبي والتمريضي"، وكتعبير عن سعادتها قامت بصنع طبق من الحلوى المجرية المميزة والتي أعدتها بنفسها في المنزل لطبيبها والعاملين في المستشفى.